لبنان يربح كأس العالم ... بين شغف الطابة وقسوة الحرب

لبنان يربح كأس العالم ... بين شغف الطابة وقسوة الحرب

ساندرا الخوري,

ما زال فيلم " لبنان يربح كأس العالم" الوثائقي القصير (23 دقيقة) لطوني الخوري وأنطوني لابيه (إنتاج آلن سيف) يجول العالم متنقلاً من مهرجان الى آخر. في العام الماضي، كان العرض الاولي في مهرجان وارسو السينمائي حيث نال جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير، كما فاز بالجائزة نفسها في مهرجان سانتا باربرا في شباط الماضي. الفيلم يجمع بين شغف اللبنانيين برياضة كرة القدم والحرب الاهلية.

لمن فاته عرض الفيلم سابقاً في بيروت، يُعاد تقديمه الاحد 30 الجاري في سينما صوفيل، بالتعاون مع مكتب "المبادرات الانتقالية" و"يو أس إيد". ويليه عرض لمقتطفات مصوّرة من زيارات منتجي العمل إلى عدد من المناطق اللبنانية المهمشة، وكيفية تفاعل شبّان تلك المناطق مع الفيلم.

في حديث مع منتج الفيلم ومؤلف موسيقاه آلن سيف، يخبرنا عن نقطة الانطلاق: "أعرف طوني الخوري منذ زمن، وعملنا على عدد من المشاريع. فشعرنا أن هناك تناغما بيننا. وقررنا أن ننجز وثائقياً معاً. وكانت تراوده منذ زمن فكرة رسم بورتريه عن لبنان في فترة كأس العالم. فظاهرة شغف اللبنانيين برياضة كرة القدم وتشجيعهم بلداناً أخرى غير موجودة في أي مكان آخر. في بالنا، كانت فكرة إنجاز فيلم طويل ولكننا لم ننجح في تأمين المال. لذا قررنا العمل على فيلم قصير. فكانت من جهة الفكرة الاساسية وهي إنجاز بورتريه عن لبنان في دورة كأس العالم. ثم بحثنا من جهة أخرى عن قصة شخصين قاتلا ضد بعضهما بعضاً في الحرب، ولكنهما في الوقت عينه يتشاركان تشجيعهما للفريق نفسه".

فبعد البحث والاستجواب، توصل سيف الى العثور على إدوار الذي يمارس رياضة كرة القدم ويقطن حي السريان. وبدا للمنتج أنه يتمتع بما يكفي من كاريزما ليكون في الفيلم. ومن جهته، عثر الخوري على حسن، الذي كان ينتمي الى الحزب الشيوعي. في البداية، كان الرجلان بحاجة الى بعض الوقت والثقة للتكلم أخيراً بحرية أمام الكاميرا. العمل لا يدخل على أي حال في تفاصيل الحرب. ولكن من الاكيد في نظر سيف أن من حمل السلاح لن يكون مرتاحاً للتكلم أمام الكاميرا.

عن اختيارهما الوثائقي وليس الروائي يقول سيف: "كنا نغطي حدث كأس العالم، ولست واثقاً إن كان الحدث هذا بعيداً عن الروائي. فلا مجال أصلاً للخيال هنا". وكان ذلك أثناء كأس العالم في صيف 2014. الا أن بعض المشاهد كان بحاجة الى إعادة تمثيل، وأحدها يعود بنا الى العام 1982، سنة الاجتياح الاسرائيلي. كان حسن آنذاك يحارب في الاوزاعي، وقد اضطر الى الهروب من الحرب لمتابعة مباراة مهمة بين ألمانيا وإيطاليا في إطار كأس العالم. ولجأ الى بطارية سيارة أوصلها الى جهاز تلفزيون من أجل متابعة المباراة على شاطئ البحر. كان هاجسه كما يؤكد مشاهدة المباراة وليس المحاربة. ويتذكر أن القصف توقف خلال المباراة. وفي رأيه أن الاسرائيليين كانوا يشاهدون المباراة أيضاً في تلك الاثناء.

أما عن صعوبات إنجاز العمل، فيعلّق المنتج بالقول: "كانت الصعوبات خصوصاً في مرحلة ما بعد التصوير. ففي الوثائقي، لا يظهر شكل الفيلم خلال التصوير. صاحب العمل يكتفي بالتصوير وبملاحقة الامور. ويتضح كل شيء في مرحلة المونتاج. ثم هناك صعوبات من حيث البحث في أرشيف الحرب وكرة القدم. لمدة أسبوعين، اطلعت على كامل محفوظات رويترز حول الحرب الاهلية في لبنان لأحصل على ما أريده. وبالطبع واجهنا أيضاً مشكلات مالية".

الفيلم نال الثناء في المهرجانات الاميركية خصوصاً. والسبب يقول سيف قد يكون انجذاب الاميركيين لموضوع الحرب "لأنه موجود في تاريخهم. سواء كان ذلك في ما يتعلق بحرب فييتنام أو بالحروب الاخرى التي دخلوها أخيراً.

الفيلم يكمل جولته العالمية. ففي تشرين الثاني سيذهب الى ايطاليا، ثم مرة أخرى الى لوس أنجليس التي عُرض فيها ضمن 3 مهرجانات. ثم تستمر عروضه في مهرجانات أوروبية حتى منتصف 2017.

© www.albaladonline.com

  • » Home
  • » News
  • » لبنان يربح كأس العالم ... بين شغف الطابة وقسوة الحرب
SUBSCRIBE TO NEWSLETTERS

Please enter your e-mail address below to subscribe to our newsletter.

Latest Products

more...