جيهان عبد العظيم: أكـره الســــــــــــــياسة وأؤيد البــــــــــــــــطولات الجماعية

جيهان عبد العظيم: أكـره الســــــــــــــياسة وأؤيد البــــــــــــــــطولات الجماعية

أسامة ألفا

من أقدم مدينة مأهولة في التاريخ، من مدينة حلب في شمال سورية، المعروفة بتذوقها للفنون والغناء والطرب، والشهيرة بجمال فتياتها، أتت إحدى أجمل بناتها لتحلق في سماء النجومية، إنها جيهان عبد العظيم التي تعيش في تألق مستمر في الدراما السورية منذ 15 عاماً، بعد أن برزت خلال هذه المدة في عشرات الأعمال بأدوار مؤثرة، مثل “عودة غوار” و”غزلان في غابة الذئاب”.

جيهان عبد العظيم بعد نجاحها في ترك ألف بصمة في بلدها الأم، حطت الحمامة المرفرفة جيهان عبد العظيم رحالها في هوليوود الشرق مصر، لتخوض هناك أولى تجاربها من خلال مسلسل “قلوب” الذي تطل من خلاله لأول مرة في الدراما المصرية، مع العلم بأن جيهان سبق لها أن اعتذرت عن أكثر من مشاركة مصرية. “الصدى” التقتها لتفتح معها بداية ملف المشاركة المصرية ولماذا كانت تعتذر في الماضي عن مصر؟ ولماذا وافقت الآن؟ وما سرّ غيابها عن الدراما السورية لهذا العام؟ وما الفروق التي وجدتها في التمثيل بين البلدين؟

❊ تأخرت كثيراً حتى دخلت في أجواء الدراما المصرية، هل تعترفين بهذا التأخر، أم ترين أنك جئت في الوقت المناسب؟

- في الحقيقة تأخرت، وكل السوريين تأخروا في الدخول إلى الدراما المصرية، إذ أرى أنه كان عليّ كجيهان أن أعمل في مصر منذ عشر سنوات على الأقل، ولم تكن العروض في تلك الفترة تتناسب مع أهدافي في الدراما، فكنت أعتذر وأنتظر حتى تأتي الفرصة المناسبة، وقد جاءت في هذا العام من خلال مسلسل “قلوب”.

❊ إذاً كانت هناك عروض لك في الماضي من مصر وتعتذرين عن عدم المشاركة فيها، ما أهم أسباب تلك الاعتذارات في وقتها؟

- الأسباب مختلفة، ولكل مشروع عرض علي واعتذرت عنه سبب خاص، مثلاً في السينما المصرية كنت أتلقى أحياناً عرضاً للعب دور مطلوب فيه التعري فأعتذر، وأحياناً كنت أتلقى دعوة للعب أدوار في الدراما وتكون الأدوار غير مرضية لي، وأحياناً أخرى يأتي العرض في زحمة مواعيد لي في الدراما السورية فكنت أعتذر. هذه المرة جاء العرض المصري في مسلسل اجتماعي من ورائه فكرة رائعة، والدور الذي حدده المخرج لي مرضٍ جداً، والموعد كان في ظرف مناسب جداً حيث لا ارتباطات لي في مشروعات أخرى، فوافقت، الأمر هو بالنهاية توفيق وتوافق في المواعيد وفي تلاقي الطموحات، وأعتقد أن ما يتناسب مع حالتي هو المثل القائل: “أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً”.

❊ جاءت مشاركتك في مسلسل “قلوب” في وقت تغيبين فيه تماماً عن الدراما السورية، هل تلقيت عروضاً في سورية بعد دخولك في “قلوب”؟

- أنا غائبة عن الدراما السورية منذ فترة والسبب واضح ومعروف وهو عدم إنتاج أعمال بنفس القيمة التي كنا ننتجها في السنوات السابقة للأزمة. تلقيت عروضاً في الأعوام الثلاثة الماضية لكني كنت أعتذر وأنتظر المشروع المناسب، والذي للأسف لم يأت. وبعد مسلسل “قلوب” ودخولي في تصويره تلقيت عرضاً من الدراما السورية، لكنني كنت في خضم التصوير في مصر، فكان لا بد من الاعتذار. الأمر انعكس في هذه الحالة، ولكن هكذا تسير الأمور في الوسط الفني.

❊ “قلوب” هو أول مشروعاتك في مصر، هل تتوقعين أن يكون له دور في إيجاد مشروعات أخرى في الدراما المصرية؟

- أعتقد ذلك، فهو مسلسل ينال صدى واسعاً في الشارع الدرامي والثقافي، وله متابعة جيدة في الخليج وتحديداً في دبي، والدور الذي أؤديه في المسلسل مؤثر وقوي، وعلى ذلك أتوقع أن يفتح لي أبواباً أخرى في مصر، لأن العمل الناجح والشخصية الناجحة يكونان عادة نقطة انطلاق نحو الأفضل.

❊ وهل يمكن لـ “قلوب” أن يسجل لك عودة قوية إلى الدراما السورية لاحقاً؟

- هذا صحيح، فعندما اعتذرت في الماضي عن أدوار عادية في مسلسلات لا أرى أنها جيدة في الدراما السورية، وأكون قد اعتذرت سابقاً عن الدراما المصرية لأسباب أحياناً شبيهة بالجانب السوري، ثم أحقق حضوراً قوياً في مسلسل مصري يذيع صيته في العالم العربي، فستكون الحدود الدنيا لعودتي إلى الدراما السورية هي ما حققته في مصر.

❊ إذاً أنت تؤمنين بأن هناك عملاً مفصلياً في حياة الفنان حتى بعد الشهرة وليس فقط في مراحل الانطلاقة؟

- هذه حقيقة، فكثير من نجوم الدراما السورية والمصرية والعربية، وبعد سنوات من الشهرة ولعب أدوار مؤثرة حصلت على جماهيرية، تأتي لتسألهم عن أهم عمل لهم، فيكون أحياناً مسلسلاً جاء بعد عشرين عاماً من تألقهم. الفنان هو مسيرة متكاملة، وفي كل عمل يبحث عن تقديم ما هو أفضل من سابقه، ولا يعرف متى يتألق حقيقة ويقدم الأفضل والأهم في حياته.

❊ دعينا نتحدث عن الشخصية التي تؤدينها في “قلوب”؟

- المسلسل من إخراج حسين شوكت وتأليف هاني كمال، وفيه أؤدي شخصية فتاة رومانسية مع أربع صبايا أخريات يفترقن بعد الاتفاق على اللقاء بيوم محدد من زمن بعيد في المستقبل. وما بين الفراق وموعد اللقاء يحصل الكثير من الأحداث، حيث أشتغل في مشروع خاص لتصنيع العطور والتجارة بها للخارج. كما أتعرض للكثير من المواقف في اليوميات تجعلني أعيد حساباتي في الكثير من القضايا والشؤون الخاصة والعامة، حتى يحين اللقاء المحدد وتبدأ كل فتاة بسرد ما حصل معها في فترة الفراق.

❊ إذاً أنت في العمل واحدة من خمس صبايا يؤدين أدوار البطولة، ألا ترين أن دخول الدراما المصرية يفضّل أن يكون ببطولة مطلقة؟

- لا بالعكس، وكثيراً ما كنت أنتقد في السنوات لماضية أي مسلسل يقوم على بطولة مطلقة لممثل أو ممثلة، وكنا نناشد كل المنتجين والكتاب ألا يصنعوا مسلسلاً من بطل واحد، لأنه لا يجوز لنجوم آخرين أن يدوروا في مسلسل واحد في فلك نجم واحد. النجومية في “قلوب” جماعية وهي للمسلسل كله ولاسم المسلسل، والنتائج فيه تكون مثمرة أكثر وتعطي أثراً للمدى البعيد من الزمن، وهذه القاعدة متبعة كثيراً في الدراما السورية وناجحة بشكل لافت، مؤخراً اعتمدت الأعمال ذات الطابع العربي على الموضوع نفسه، وبالتالي لا أعتقد أن الأمر سيكون مختلفاً في مصر.

❊ وما الذي اختلف على جيهان في مصر عما كان عليه الأمر في سورية؟

- هناك فروق لا بد من ظهورها، في مصر دخلت لأول مرة أجواء مصر، وهذا يعني أنني خضت تجربة جديدة، وكل جديد يصنع فارقاً مع الماضي بطبيعة الحال، وهناك موضوع اللهجة الجديدة والمحببة إلى قلبي التي تكلمت بها في مصر، وهي أمر جديد علي أيضاً، فضلاً عن الكاميرات المصرية “السينمائية” التي يتم فيها تصوير الدراما، وهي مختلفة عن الكاميرا السورية، وهناك أيضاً فروق واضحة في أجواء المخرجين المصريين والكتاب والمجتمع المصري، وهي وإن كانت شبيهة نوعاً ما بالمجتمع السوري، لكن لا بد من حضور الفارق ولو بأجزاء طفيفة تشكل ما نسميه التجربة الجديدة لي.

❊ هل ستبقين في مصر بعد انتهاء مشروعك هذا؟

- لا أبداً، أنا موجودة في سورية في بلدي، وفي دمشق، وبشكل دائم، لم أغادر بلدي، بل غبت عن الدراما فقط وذكرت أسباب ذلك، أحب مصر وكل بلد عربي، لكن بلدي يبقى في المقدمة وإقامتي الدائمة فيه وفي كل زمان مهما عصفت الظروف به وبي.

❊ على ذكرك لسورية، أين تقفين من المشهد السياسي في بلدك؟

- أقف في مكاني، أنا لا أتعاطى السياسة إطلاقاً، ولا أطلق مواقف سياسية، لكرهي لهذا المجال الذي لم أحاول يوماً أن أفهمه.

❊ لكنه مرتبط اليوم بالموقف الوطني؟

- وطنياً، أنا في سورية ومع سورية، ومع تخلص بلدي من هذه الأزمة المؤلمة التي لا أعرف كيف دخلناها، لكنني أؤمن بأننا سنتجاوزها قريباً.

❊ أنت ابنة مدينة حلب، كيف ترين حلب الشهباء اليوم في ظرفها العصيب وفي بعدك عنها؟

- حلب هي الأخ الأكبر في البيت، والأخ الأكبر في العادة يتلقى الضرب المبرح من الأب إذا كان الأخير يعاقب الأخ الأصغر، لأن الكبير يحاول أن يتوسط للأصغر لدى الأب. هو ذا حال حلب اليوم، دفعت ثمناً باهظاً عن كل شقيقاتها في سورية. ستعود حلب كما كانت، متألقة، عاشقة ومعشوقة.

  • » Home
  • » Entertainment
  • » جيهان عبد العظيم: أكـره الســــــــــــــياسة وأؤيد البــــــــــــــــطولات الجماعية
SUBSCRIBE TO NEWSLETTERS

Please enter your e-mail address below to subscribe to our newsletter.

Latest Products

more...